التحفيز يحقق الأهداف

التحفيز يحقق الأهداف Motivation Achieves Goals

يقول مارك توين (Mark Twain): “الشخص العظيم هو من يجعلك تشعر أنك عظيم أيضًا.” هل تتقفون معه في هذا القول؟ ما رأيكم أن تعودوا بذاكرتكم إلى أحد المواقف التي تم تحفيزكم فيها، ما هو شعوركم اتجاه هذا التحفيز؟ ما أثر هذا التحفيز عليكم؟ في الحقيقة كلٌ منا يحتاج إلى التحفيز فهو ما يدفعنا إلى القيام بأعمالنا وما يُوكل لنا من مهام بفاعلية وحب وشغف، ويُعدّ التحفيز عنصرًا أساسيًا في تحقيق ﺍﻷﻫﺪﺍﻑ والنجاح. يتناول مقال اليوم مفهوم التحفيز وأهميته وأشكال التحفيز التي يُمكن أن تُوظفونها في مدارسكم لتحفيز المعلمين والعاملين وسيتم تعريفكم على نظريات التحفيز وكيف يمكنكم توظيفها في مدارسكم.

مفهوم التحفيز وأهميته

توجيه وتشجيع الجهود الفردية أو الجماعية سواء ماديًا أو معنويًا لتحقيق أهداف مُحدّدة حيث، يُساعد التحفيز على:

  • تكوين اتجاهات إيجابية لدى الموظفين نحو العمل.
  • رفع كفاءة الموظفين الإنتاجية وزيادة الجهد في تحقيق الأهداف والوقت اللازم لتحقيقه وبالتالي زيادة العجلة الاقتصادية.
  • تلبية احتياجات الموظفين الأساسية.
  • تنمية الحس بالمسؤولية والانتماء للمؤسسة التربوية لدى الموظفين.
  • شعور الموظفين بالرغبة في الاستمرار بالعمل.

بالنظر إلى أهمية التحفيز نجد أنه يقع على عاتقكم الدور الأكبر في تحفيز الموظفين من معلمين وعاملين في المدرسة لأن ذﻟﻚ يُشجعهم على تحسين أدائهم وزيادة إنتاجهم ويزيد من شعورهم بالرضا الوظيفي ومن جانب آخر يُنمي ولائهم للمؤسسة التربوية التي يعملون بها ويختلف مدى تأثير التحفيز على الأشخاص، لذلك يعتبر الشخص المؤهل والقادر على إنجاز المهام بسرعة يستجيب أسرع من الشخص الغير مؤهل.

أشكال التحفيز

هل تحفزون الموظفين في مدارسكم؟ ما هي الطرق التي تستخدمونها في تحفيز الموظفين من هيئة إدارية وتدريسية ﻓﻲ مدارسكم؟ كيف يمكنكم أن تدفعوا الموظفين للعمل وتحقيق رؤية المدرسة وأهدافها؟ إليكم أشكال وطرق متنوعة تُساعدكم على تحفيز الموظفين في المدرسة:

  • التحفيز المادي

يُمثّل كل ما يُدفع للموظفين بشكل نقدي أو عيني من أجل العمل على زيادة تحقيق النتاجات التعليمية والأهداف التربوية بشكل مباشر أو غير مباشر مثل العلاوات والجوائز.

  • التحفيز المعنوي

يُمثّل الحوافز التي تُشبع الحاجات الفردية والاجتماعية الذاتية للموظفين، بهدف رفع معنوياتهم وتحسين الجو السائد في المدرسة بشكل عام مثل كتب الشكر، والمديح والثناء.

  • التحفيز الإيجابي

يُمثّل الحوافز التي تعمل على تشجيع الموظفين على القيام بأعمال معينة لما للحوافز من أثر في زيادة دافعيتهم الإنتاجية وكفاءتهم عن طريق تقديم المزايا والخدمات التي تُشبع رغباتهم مثل المكافآت والزيادات السنوية والشكر والثناء.

  • التحفيز السلبي

يُمثّل الحوافز التي تُستخدم لمنع الموظفين من القيام بأعمال معيّنة لضمان الإنتاج وأداء العمل بشكل جيد ويعتمد التحفيز السلبي على أسلوب العقوبات الذي يُطبّق على الموظفين الذين يؤدون عملهم بمستوى غير مرغوب.

  • اﻟﺘﺤﻔﻴﺰ الفردي

يُمثّل الحوافز التي تُقدّم لموظفين مُعينيّن بشكل فردي نتيجة لقيامهم بالمهام الموكلة إليهم بالشكل المناسب وضمن المستوى المرغوب وتُسهم في خلق جو من التنافس الإيجابي بين الأفراد.

  • التحفيز الجماعي

يُمثّل الحوافز التي تُقدّم لمجموعة من الموظفين عند إتمامهم لمهمة مشتركة بشكل مُتقن، وتُنمّي روح العمل كفريق بين الموظفين.

الآن، بعد التعرف على أشكال ﺍﻟﺘﺤﻔﻴﺰ تأملوا في ممارساتكم التي تقومون بها لتحفيز الموظفين، قيموا مدى مهاراتكم وقدراتكم على تحفيز مجتمع الطاقم المدرسي لديكم، يمكنكم أن تسألوا أنفسكم الأسئلة الآتية:

  • هل نُشركون الموظفين في وضع أﻫداف المدرسة ومعايير الأداء المقبول فيها؟
  • هل تقومون بتنسيق الأعمال المدرسية بشكل معين يُمكّن الموظفين من رؤية النتائج النهائية لعملهم؟
  • هل تعترفون بنجاحات الموظفين وتبنون عليها؟
  • هل تمنحون الشعور بالثقة للموظفين الذين يعملون معكم؟
  • هل تُتيحون للموظفين حرية النقاش؟
  • هل تُشجعون الموظفين لتطوير قدراتهم وكفاياتهم؟
  • هل تستمعون للآراء المقدمة من قِبَل الموظفين التي تُسهم في تحسين وإنجاز العمل؟
  • هل تُشجعون الموظفين على النظر إلى إمكانيات النجاح لديهم التي تؤهلهم للوصول إلى مكان أفضل أو الحصول على ترقية؟

إذا كانت أغلب إجاباتكم نعم، فإن ذلك يُشير إلى أنكم قادة تحفزون الطاقم المدرسي لديكم، وإذا كانت غير ذلك فهذا يعني أنكم تحتاجون إلى التدريب والممارسة على تحسين مهاراتكم وقدراتكم على تحفيزهم.

نظريات التحفيز

تتعدد نظريات التحفيز ما بين نظريات تعتمد على الاحتياجات وأخرى تعتمد على العمليات وجميع هذه النظريات تلعب دور مهم في تحفيز الموظفين لديكم وتساعدكم على تحفيزهم بشكل صحيح ومناسب من خلال النظر في استخدامات كل نظرية ومدى ملاءمتها للتطبيق في مدارسكم، إليكم هذه النظريات بالتفصيل: 

أولاً: نظريات التحفيز المعتمدة على الاحتياجات

  • نظرية العاملين لهيرزبرغ (Herzberg)

أشار هيرزبرج (Herzberg) صاحب نظرية العاملــين أن الموظفين يُمكن تحفيزهم من خلال مجموعتين من العوامل هما:

مجموعة العوامل الصحية وتشمل:

  • الرضا والاستقرار الوظيفي أي الشعور باستمرارية العمل وعدم التهديد بالفصل.
  • عدالة نظام المؤسسات.
  • المنزلة المناسبة بحيث تشمل المركز الوظيفي وساعات العمل ومكان العمل المحترم مثل المكتب المناسب.
  • الدخل المادي الكافي والمميزات مثل العلاج والإجازات وغير ذلك.
  • الإشراف الذاتي ويعني إعطاء الموظف قدر من الحرية والمرونة خلال تأديته للمهام الموكلة إليه.
  • العلاقات الاجتماعية الجيدة في العمل فدائما ما يبحث الإنسان عن التواصل والعلاقات الإيجابية في محيطه.
  • تَوفّر ظروف العمل المناسبة من حيث البحث عن وسائل الأمان وأدوات العمل والخدمات الأساسية للعاملين.

العوامل الصحيّة لا تعتبر من الدوافع والمُحفّزات لكن لا بد من العمل على تلبيتها لأن نقصها يُعتبر عامل تثبيط ومصدر إحباط وبالعكس فإن توفيرها يجعل الموظف راضيًا عن عمله لكنه ليس مُحَفزًا.

مجموعة العوامل المُحفّزة وتشمل:

  • العمل المثير الذي يرضي اهتمامات الموظفين وقدراتهم.
  • التقدير من الرؤساء والزملاء.
  • فرص النمو والشعور بوجود فرص للتطور وزيادة الدخل.
  • تمكين الأفراد والموظفين من تحمل المسؤوليات واتخاذ القرارات وقيادة الآخرين.
  • وجود مجال لتحقيق إنجازات وتجاوز الأداء المطلوب كمًا وكيفًا.

حسب نظرية العاملين تُعتبر هذه العوامل هي العوامل التي تُحفّز الموظف على القيام بعملهم بدرجة عالية من الإتقان والدقة بالإضافة إلى شعورهم بالرضا الوظيفي، وهذه النظرية تؤكد على أهمية أن يكون العمل مُمتِعًا  بالنسبة للموظفين فيعطيهم مجالاً للإبداع واتخاذ القرارات وتحمل المسؤولية وتحقيق الإنجازات.

تتساءلون، كيف يُمكنكم توظيف هذه النظرية في تحفيز الطواقم المدرسية؟ يمكنكم توظيفها من خلال تحديد العوامل الصحية والعوامل المُحفّزة المتوفرة في مدارسكم وتحديد مجموعة من الإجراءات العملية التي تُساعدكم على تفعيل هذه العوامل، واعملوا على تحديد قائمة بالعوامل الصحيّة والمُحفّزة غير المُتوفّرة وفكروا بالطرق التي تُساعدكم على توفيرها.

  • نظرية الاحتياجات المتسلسلة الهرمية لماسلو (Maslow)

وضع ماسلو (Maslow) احتياجات الفرد في ترتيب هرمي حيث أن الفرد يسعى لتحقيقها حسب هذا الترتيب فعندما يتم تلبية الاحتياجات في أدنى الهرم تتولد لدى الفرد رغبة في تلبية الاحتياجات في المستوى الأعلى وهكذا وحددها في خمسة احتياجات هي:

  • الاحتياجات الفسيولوجية (Physiological Needs): يحتاج الفرد في هذا المستوى إلى تأمين حياته المعيشية من مأكل وملبس ومسكن حتى يتمكن من العيش الشريف حيث من المهم العمل.
  • ا احتياجات الأمان (Safety Needs): يحتاج الفرد في هذا المستوى إلى الإحساس بالأمن الوظيفي والأمن الأسري وعدم تحقيق هذه الحاجة يؤدي إلى انشغال الفرد فكريًا ونفسيًا مما يؤثر على أدائه في العمل.
  • الاحتياجات الاجتماعية (Social Needs): يحتاج الفرد في هذا المستوى إلى تكوين صداقات والعمل على مساعدة الآخرين، ويُمكن تلبية تلك الاحتياجات من خلال تشكيل فرق اجتماعية ودعم أنشطتها وتشجيع الموظفين على العمل في فرق والتحفيز المستمر لهم.
  • احتياجات الاحترام والتقدير (Esteem Needs): يحتاج الفرد في هذا المستوى إلى كسب احترام وتقدير الآخرين، كما تظهر لديه الرغبة في التميّز في العمل، ويُمكن تلبية هذه الاحتياجات من خلال المكافأة وتقدير جهود العاملين ماديًا ومعنويًا.
  • تحقيق الذات (Self-Actualization Needs): يحتاج الفرد في هذا المستوى إلى تحقيق الصورة التي يتخيلّها لنفسه والقدرة على مواجهة التحديات دون خوف من الفشل.

ثانياً: نظريات التحفيز المعتمدة على العمليات

  • نظرية وضع الأهداف

أكد أصحاب هذه النظرية ليثام ولوك (Latham and Locke) ﻋﻠﻰ أن طرق تحفيز الموظفين تكون بواسطة مشاركتهم في تحديد أهدافهم ودمجها مع أهداف المؤسسة التعليمية وتقديم تغذية راجعة مستمرة تُساهم في إبقاء الموظفين على المسار الصحيح.

  • نظرية العدالة والمساواة

أكد آدمز (Adams) صاحب هذه النظرية أن الموظفين يُمكّن تحفيزهم بشكل أفضل إن تم معاملتهم بإنصاف والعكس صحيح، فإن عدم الإنصاف في معاملتهم سيؤدي إلى تثبيطهم، والإنصاف يعني معاملة الجميع بشكل عادل ولا يعني المساواة، فعندما يُعامل الجميع بشكل متساوي قد يعني ذلك عدم إنصاف لبعض الموظفين الذين قاموا بعمل ودور أفضل من غيرهم وبالتالي يستحقون مكافآت أو معاملة أفضل.

في النهاية، يختلف الموظفون من حيث مستوى أدائهم ودافعيتهم نحو العمل فهناك موظفون أدائهم ودافعيتهم للعمل مرتفعة وقد تنبع من داخل أنفسهم وآخرون أدائهم منخفض ولديهم دافعية منخفضة، وهذا يتطلب منكم التنويع في التحفيز الذي تُقدّمونه ليتناسب مع فئات الموظفين المختلفة في ظل ما تعرفتم عليه من أشكال التحفيز ونظرياته المتعددة في هذا المقال.

المراجع +

الكلمات الدلالية

أحدث المواضيع